قبيلة الديدان الأسطوانية Nematoda تعد قبيلة الديدان الأسطوانية من أكثر قبائل عالم الحيوان انتشاراً. يعيش معظمها حراً بأعداد كبيرة في كل أنواع البيئات، بما فيها قيعان البحار، والمياه العذبةة، والطبقات السطحية للتربة. ويتطفل كثير منها على الحيوانات الأليفة؛ فيصيب القناة الهضمية والكبد والكلى والرئتين، فضلا عن إصابتها نباتات المحاصيل والإنسان.
تشتمل قبيلة الديدان الأسطوانية على ديدان ذات شكل أسطواني؛ خال من العقل أو الحلقات، وهي ثلاثية الطبقات، وذات تجويف جسمي كاذب Pseudocoelomate، يتراوح طولها من 1 مم – 120 سم؛ لاحظ الشكل (7-11). ويغطي جسمها طبقة سميكة من جليد أملس تظهر عليه حزوز دقيقة. ولهذه الديدان قناة هضمية كاملة ذات فتحة فم وفتحة شرج، ولا تمتلك جهاز دوران، والجنس فيها منفصل، والذكور أصغر من الإناث عادة، كما يحدث الإخصاب فيها داخليا. ومثالها الأسكارس Ascaris.
الشكل (7-11).
الشكل (7-12): دورة حياة الأسكارس
دورة حياة الأسكارس: انظر الشكل (7-12)، وتتبع دورة حياة هذه الدودة. تضع دودة الأسكارس 200000 بيضة تقريباً في اليوم. ويخرج بيض الأسكارس الملقح من براز الإنسان، وعندما تتوافر الظروف البيئية المناسبة (الأكسجين، ودرجة الحرارة، ودرجة الرطوبة) تنمو البويضة المخصبة وتصبح يرقةز وقد يسقط هذا البيض على أوراق النباتات وسيقانها. فإذا تناول الإنسان نباتات ملوثة بهذه اليرقات، فإنها تخترق الطبقة المخاطية للأمعاء، وتصل إلى الأوعية الدموية، وتنتقل مع الدم، لتصل إلى الكبد ثم القلب ثم إلى الرئتين. وفي الرئتين تنسلخ اليرقة مرتين متتاليتين، وتخترق الممرات الهوائية، فتبلغ القصبة الهوائية ثم البلعوم فالأمعاء، حيث تنمو إلى ديدان بالغة في فترة 8-9 أسابيع منذ بدء ابتلاع العائل للبيضة.
الدودة الشعرية هي ديدان أسطوانية مغزلية تعيش في القناة الهضمية للإنسان، وتتجول من المعدة إلى فتحة الشرج. وتنتشر هذه الديدان في جميع أنحاء العالم، إلا أن انتشارها في المناطق المعتدلة والباردة أكثر منه في المناطق الدافئة. تحدث الإصابة بها باستعمال الأسرة، والمناشف والشراشف، ومقاعد المراحيض التي سبق أن استعملها أشخاص مرضى.